تعلمنا عندما كنّا أطفالا أن نستمع إلى آبائنا ومعلمينا وزعمائنا الدينيين ومدربينا في النادي، تربينا على احترام الكبير وقول “حاضر ونعم” دائمًا وفي
جميع الأوقات والمناسبات.
وتعلمنا من المجتمع أن نعمل بجد ونتعامل بلطف مع الآخرين من أجل النجاح والوصول إلى مراكز أعلى، ولكن ما لم نتعلمه أبدًا هو الرفض وقول لا،
والاعتراض على الأشياء التي لا تناسبنا أو قد تؤثر بطريقة سلبية على حياتنا.
.
أغلبنا لا يستطيع أبدًا قول “لا” والإعراب عن رفضه لبعض الأمور، لاسيما وأننا لم نتدرب على فعل ذلك ونحن أطفال، ما جعل الرفض شيئا غير
مريح، وباتت كلمة نعم تسير في حمضنا النووي، ولكن ربما حان الوقت لبدء قول “لا”، فالأمر لا يوجد به أي عيب.
اعلم أن القادة العظماء ورجال الأعمال الناجحين لا يخشون قول “لا”، وإذا نظرنا في التاريخ سنجد الكثير من الأشخاص الذين تمكنوا من تحقيق
نجاحات كبيرة من خلال رفضهم لبعض الأمور، خذ المستثمر والملياردير الأمريكي وارين بافيت مثالاً، يقول بافيت إن “الفرق بين الأشخاص الناجحين
والأشخاص الناجحين جدًا، هو أن هؤلاء الناجحين جدًا قادرون على قول لا أغلب الأوقات”.
.
بالنسبة لبافيت، فإن قول لا تعني التخلص من أي شيء يشتت انتباهك ويجعلك تنحرف عن مسارك الصحيح، والعمل على الأشياء الأكثر أهمية.
وكذلك أيضًا ستيف جوبز، المستثمر ومؤسس شركة آبل، والمعروف بقدرته على قول لا ورفض الأشياء التي تناسبه، كان جوبز يقول: إن التركيز
هو القدرة على رفض 100 فكرة جيدة من أجل العمل على فكرة واحدة ممتازة. وكان يُشدد على ضرورة اختيار الأفكار بعناية.
.
ربما يقوم مديرك بتكليفك بمهمة ما رغم أنك تعمل في الأساس على مهمة أو مشروع آخر ويجب تسليمها في موعد مُحدد، وفي هذه الحالة فعليك رفض
أي شيء قد يقوّض قدرتك على النجاح، أو يشتت انتباهك ويمنعك من إتمام مهامك.
.
إذا كان قبولك بأمر ما سيؤثر سلبًا على صحتك الجسدية أو العقلية، فمن الأفضل أن ترفضه فورًا، اهتم بصحتك وحاول أن تكون دائمًا في أفضل حال.
.
إذا كان موافقتك على القيام بمهمة يعني أنك ستقوم بجريمة أو شيء ما يخالف مبادئك وأخلاقك، فارفض فورًا، لا تقم بأي شيء يتعارض مع ما تؤمن
به أو يجعلك تشعر بأن حياتك أصبحت مُعقدة.
.
إذا كان قيامك بالشيء المطلوب يعني أنك لن تستطيع تعزيز علاقاتك بالأشخاص المحيطين بك، والاستمتاع بحياتك الشخصية فمن الأفضل قول لا،
وتذكر دائمًا أن “العمل ليس كل شيء”.
.
إذا كُلفت بمهام تُهدر وقتك وجهدك ويمكن القيام بها بطرق وأدوات أخرى، فاعتذر عنها فورًا واقترح بدائل وحلولا أفضل.
.
إذا كانت المهمة التي عليك القيام بها لا تتناسب مع هدفك أو طموحاتك، أو المهام التي اتفقت عليها مسبقًا مع المسؤولين عن الوظيفة، فقل “لا”.
تجنب هذه المشروعات والمهام التي تهدر وقتك ولا تساعدك على الاقتراب من تحقيق حلمك.
.
إذا كنت تعلم أنك لا تستطيع القيام بإحدى المهام بسبب قدراتك أو نظرًا إلى موعد التسليم، كن أمينًا وصريحًا وقل “لا”، فهذا أفضل كثيرًا من موافقتك
على القيام بهذه المهمة دون شغف، ما يجعلك تخيّب توقعات وآمال الأشخاص الذين يثقون بك.