أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، اتخاذ وزارة الخزانة في بلادها خطوات
لاستئناف الجهود الرامية لوضع صورة الناشطة الحقوقية والسياسية الأمريكية
الراحلة، هاريت توبمان Harriet Tubman، على فئة الـ 20 دولاراً.
وبهذا القرار ستحل السيدة صاحبة البشرة السمراء بدلاً من الرئيس السابع
لبلادها، أندروجاكسون، الذي ظلت صورته على العملة الورقة ذات فئة الـ 20 دولاراً
منذ عام 1928.. ولكن من هي هاريت توبمان Harriet Tubman؟
.
وُلدت هاريت توبمان، عام 1822 في ولاية ميريلاند بأمريكا باسم أرامنتا روس قبل أن تُغيّر
اسمها إلى هاريت بعد زواجها عام 1844 لتسطر اسمها وسط المناضلين ضد العبودية
بحروف من ذهب.
هاريت توبمان، صاحبة البشرة السمراء، اُستعبدت لدى أحد مالكي المزارع في بلادها قبل أن
تهرب إلى ولاية بنسلفانيا في عام 1849 لتقوم خلال 11 عاماً بمساعدة 70 شخصاً تم
استعبادهم على الهروب.
.
وعملت هاريت توبمان، بحسب تقارير صحفية، كممرضة وكشافة وطاهية في الجيش
الأمريكي، خلال الحرب الأهلية في بلادها، كما قدمت معلومات استخباراتية، ليتم وصفها بـ
“الجاسوسة”، قبل أن تُصبح أول أنثى على الإطلاق تقود هجومًا مسلحًا خلال الحرب الأهلية
الأمريكية بعدما اشترت أرضاً في بلادها عادت إليها بعد الحرب التي استمرت خلال الفترة
مابين 1861 إلى 1865 لترعى العديد من الأشخاص من بينهم عائلتها لرعايتهم وحمايتهم.
.
ولم يقتصر نضال هاريت توبمان على تحرير العبيد حتى تم إلغاء الأمر بل
دافعت توبمان أيضاً عن حق المرأة في عمليات التصويت، كما عملت جنباً إلى جنب مع
نشطاء آخرين في مجال حقوق المرأة.
.
وعانت هاريت توبمان، من جرح كبير في رأسها حينما أُلقيّ معدن ثقيل في اتجاهها لضرب
عبدًا آخر لتُصاب بنوبات من الصداع المزمن وحالات فرط النوم ونوبات من التخيّل والرؤى
وهو الأمر الذي أثر عليها فكانت تُعاني من صداع مستمر في رأسها قبل أن تتوفى عام
1913 عن عمر يناهز الـ 91 عاماً؛ إثر إصابتها بالتهاب رئوي.
وكانت هاريت توبمان قد انخرطت بشدة في وقت لاحق من حياتها بحياة الكنيسة وتبرعت
بالأرض التي كانت تمتلكها ليتم بناء منزل عليها للمسنين ورعايتهم.
.
وكانت إدارة الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما تُخطط لتحل صورة
الراحلة هاريت توبمان بدلًا من الرئيس الأمريكي السابع أندرو جاكسون الذي كان له أزمات
بخصوص العبودية.
.
وهو المخطط الذي رفضه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بل وضع صورة للرئيس
الأمريكي السابع لبلاده، أندرو جاكسون بالمكتب البيضاوي ـ المكتب الرسمي للرئيس
الأمريكي الذي أُنشيء عام 1909 ضمن أعمال التوسع للجناح الغربي للبيت الأبيض
.
وهي الفكرة التي عادت مرة أخرى مع إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن،
لتُصبح هاريت توبمان حال حدوث ذلك أول شخصية أمريكية من أصول أفريقية يتم تكريمها
بوضع صورتها على النقد وأول سيدة تطبع صورتها على أوراق النقد الأمريكية خلال أكثر
من 100 عام.
.
وتُشير تقارير صحفية إلى أن ورقة الـ 20 دولاراً كان لها قصة مع هاريت توبمان فأقر لها
المشرعون في بلادها عام 1899 معاشاً عسكرياً على خليفة دورها مع الجيش خلال الحرب
الأهلية الأمريكية قيمته 20 دولاراً ومن هنا تم اختيار هذه الفئة النقدية لوضع صورة
المناضلة الراحلة.