إعتادت الشركات الصغيرة في السابق محاكاة الممارسات التجارية العملاقة مثل جوجل وأبل وفيرجن ، ولكن الأمور تبدلت هذه الأيام ، فالعديد من رواد الاعمال

يستلهمون النجاح من بعضهم ، وليس رواد الأعمال وحدهم من يفعل ذلك ، فإن عدد كبير من الشركات المتعددة الجنسيات تعلم أسلوب الشركات الناشئة في تحفيز

الإبداع ، وتأمين بيئة سعيدة ودمج المسؤوليات الإجتماعية في نموزج اعمالها.

وخلال منتدي إنتربرايز أجيليتي ، كان من اللافت أن نري نفس السؤال يطرح لمرات عديدة :

• ماهو الشئ الذي ينبغي أن تتجنبه الشركات الناشئة ؟
• أو بعبارة أخري ما الشئ الذي تقوم به الشركات الكبري بشكل خاطئ أو غير فعال ؟
• كيف تستطيع الشركات الناشئة تنفيذ نفس المهام بشكل أسرع وأفضل ؟

مع اخذ هذا السؤال بعين الإعتبار قمت بتحديد بعض النقاط التي ينبغي أن تتجنبها الشركات الناشئة لتحتفظ بتميزها عن الشركات الكبيرة ، بالإضافة لنقاط

أخري رئيسية مستخلصة من كلام المتحدثين في النسخة السنوية لمنتدي إنتربرايز أجيليتي وهي :

 

.

.

1 . لا تفرِض سلفاً أن الحجم والتأثير يتناسبان طرداً

 

هل تستطيع الشركات الناشئة منافسة الشركات العالميه ؟ بلا شك ، في الواقع تتميز الشركات الناشئة عن الشركات العالمية بالمرونة في جميع النواحي . فأكبر

السلبيات التي تعيق الشركات الكبيرة هي الروتين والبيروقراطية التي لاحدود لها . في الشركات العالمية بمرور الوقت الذي يتطلبه إتخاذ القرار بشكل رسمي

يصبح هذا القرار بلا معني . لكن الأمر مختلف تماماً في الشركات الناشئة ، فالهيكلية المبسطة لهذه الشركات تقرب رواد الأعمال من المستهلكين وتجعلهم أكثر

فهماً وأسرع تجاوباً مع التغيرات المفاجئة في سلوكهم ، مما يتيح لهم الإنخراط في دورة مستمرة من تبني الأفكار وتنفيذها وهو عامل جوهري لتعزيز النمو

والإبتكار وإرضاء المستهلكين .

الحجم ليس العامل الوحيد الذي يُقرب الشركات من العملاء ، فالإنترنت والأجهزة الذكية وغيرها من التقنيات سمحت للشركات الناشئة بالتوسع عالمياً ، ومنافسة

العلامات التجارية التقليدية بطرق لم تكن متاحة من قبل في عصر الإنترنت . فحجم الشركات لم يعد يعبر بالضرورة عن مدي تأثيرها في السوق . هذه الحقيقة

دفعت كلا من الشركات الناشئة والعالمية لإعادة النظر في أسلوبها في الإدارة ، ولهذا السبب بالتحديد يسعي العديد من الرؤساء التنفيذين لإدارة مؤسساتهم كما

تُدار الشركات الصغيرة والمتوسطة .

.

.

2 . لا تقلل من أهمية ” شخصية ” شركتك الناشئة

 

الإبداع هو أهم ميزة يتمتع بها رواد الأعمال ، في الواقع إن الطريقة التي تُسّوِق بها الشركات الناشئة لنفسها والخدمات التي تقدمها للمستهلكين هي أهم مايميزها

في عالم الأعمال المزدحم ، في عالم رقمي يغرق فيه المستهلكون في البيانات، شخصية الشركة تصبح العامل الحاسم في إختيار المستهلك بين إثنين من

المنتجات أو الخدمات المتشابهة ، مما يجعل الحفاظ علي شخصية الشركة ومبادئها عاملا حيوياً لإستمرارها .

• مالذي يعبر عن شخصية شركتك؟
• لماذا أسست شركتك ؟
• ماهو مصدر المواد التي تستخدمها ؟
• من هم شركاؤك ؟
• ماهي المنفعة التي تقدمها للسوق ولزبائنك ؟

يقول المثل القديم : قل لي من تعاشر أقل لك من أنت ، هذا المثل ينطبق علي عالم الأعمال أيضا .

في النهاية يجب علي رواد الأعمال السعي لتأسيس شركات تتميز بشخصية قوية وبناء ثقافة من الممارسات والمبادئ المستدامة التي تستطيع النمو مع الشركة .

.

.

3 . لا تقلل من أهمية الفريق

 

في عالم يغرق المستهلكين بالخيارات ، غالباً ماتكون شخصية الشركة الناشئة هي أهم عامل يميزها عن غيرها.

كيف تخلق شخصية مميزة لشركتك الناشئة لتجذب الزبائن لمنتجك ؟

تأكد من ان لديك فريق عظيم . فالفريق هو العامل الأكثر أهمية في الشركات الناشئة ، والسبب هو أن المستهلكين في الوقت الراهن لايحبذون التعامل مع الشركات

العملاقة الرتيبة . فالعالم المعاصر يغرقنا بالمعلومات وهذا الأمر يجعل التواصل الواضح مع الأشخاص أمراً صعباً ناهيك عن الشركات ، إذا لم تنجح شركتك

الناشئة وفريقك بترك إنطباع مؤثر عند المستهلكين ، فلن يُكتب لها الإستمرار ، بالإضافة إلي المهارات والخبرات القيمة التي يأتي بها أفراد الفريق ، حيث يتوجب

عليهم إضافة القيمة لشركتك من خلال شخصيتهم وأخلاقهم .

في النهاية مالفائدة من المحاسبين والمبرمجين اللامعين إذا كانو عاجزين عن التفكير الخلاق ولا يقدِّرون أهمية المسؤلية الإجتماعية . ولتحقيق النجاح في عالم

الشركات الناشئة الحالي ، فإن توظيف فريق من الأشخاص المتعددي المواهب أفضل وأهم من توظيف فريق من المتخصصين . لأن هؤلاء يمثلون التنوع والإبداع

الذي تذدهر بسببه الشركات الناشئة ، بينما يحتسب معظم الأشخاص عائدات الإستثمار علي أساس مالي ، أظن ان هذا العائد سيُحتسب في المستقبل علي أساس

القيمة التي يأتي بها الاشخاص للشركات ، بناء علي ذلك يجب أن تختار الفريق الذي يأتي بأفضل الأرباح الأخلاقية والإبداعية والمالية لشركتك .

.

6 أخطاء تسويقيه مُكلِفة يجب عليك تَجنُبها

.

4 . شركتك الناشئة تستطيع المساهمة في تحسين المجتمع .

يعتقد الكثيرون أن المسؤلية الإجتماعية للشركات هي من إختصاص الشركات الكبيرة ، مع ان هذا المصطلح أصبح يستخدم حالياً للإشارة لكل مبادرات النوايا

الحسنة التي تقوم بها الشركات

بغض النظر عن حجمها ، والحقيقة أنه لايعكس الأثر الإجتماعي الجيد الذي تتركه الكثير من الشركات المتوسطة والصغيرة حول العالم .

فسابقا كانت المشاريع والمبادرات الإجتماعية حكراً علي المنظمات الغير حكومية والشركات العالمية ، وبالنسبة لبقية الشركات والمؤسسات لم يكن هذا الأمر

ضرورياً ولا مجدياً من الناحية المادية ، إلا أن جيلاً جديداً من رواد الأعمال والرؤساء التنفيذين يغيرون هذا المفهوم حالياً .