على رغم أن معظم المستثمرين يبرمون الكثير من الصفقات التي تحدد شكل ونتائج استثماراتهم مع الوقت، لكن بعضا منهم يقعون في أخطاء استثمارية

ويتخذون العديد من القرارات غير الناجحة، خصوصاً حين يفشلون في فهم كيفية عمل عقولهم مما يشكل إخفاقا وتهديدا لتحقيق الاستقلال المالي.

.

القيود النفسية

في أحد فصول كتابه عن الحرية المالية تطرق توني روبنز وهو أحد أشهر الكتاب والمتحدثين الامريكيين الذي استطاع أن يحفر اسمه في مجال التنمية

البشرية  الى القيود النفسية الرئيسية للعقل البشري، والتي تكون مزعجة للغاية عند اتخاذ القرارات المالية المنطقية. مبينا أن المستثمرين التغلب بإمكانهم

تفادي هذه القيود من خلال تبني أنظمة وقواعد وإجراءات بسيطة، تضمن سلامة قراراتهم المالية حتى تحقق لهم أفضل الفوائد على المدى الطويل.

.

المعتقدات الشخصية

وأشار روبنز إلى عدد من الأخطاء النفسية التي يقع فيها المستثمر وأولها السعي لتأكيد صحة المعتقدات الشخصية مبينا أن العقل دائماً ما يبحث عن

المعلومات التي تؤكد صحة معتقداته الحالية ويصدقها كما تدعم المنصات عبر الإنترنت هذا الاتجاه حتى ولو كانت شائعات مما قد يؤثر تأثيراً سلبياً على

الاستثمار ولتفادي هذه الخطأ على الشخص أن يقنع نفسه بأن استراتيجية بعينها هي الاستراتيجية الصحيحة، دون الأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر

المتناقضة.

.

الثقة والمبالغة

ومن أكثر أخطاء الاستثمار شيوعًا وخطورة اعتقاد المستثمرين بأن الاتجاه الحالي سوف يدوم فمثلا قد يعتقد المستثمر أنه طالما كان أداء الأسهم جيداً

مؤخراً فإن هذه الحالة سوف تستمر في المستقبل، مما يجعله يشتري المزيد ولتفادي هذا الخطأ يجب الالتزام بمخصصات المحفظة (60% أسهم،

40% سندات) مما يضمن شراء الأصول بسعر منخفض ثم يبيعها بسعر مرتفع.

ومن الأخطاء أيضا الثقة المفرطة لدى الأشخاص الناجحين باعتقادهم أنهم سوف يكونون جيدين في الاستثمار كما هم جيدون في الجوانب الأخرى في

حياتهم لكن تلك الثقة المفرطة قد تقودهم الى المبالغة في تقدير قدراتهم ومعرفتهم وآفاقهم المستقبلية ولتفادي هذا الخطأ لابد من اكتساب مهارات جديدة

تساعد في التفوق وتجنب خسارة الكثير من الأموال.

.

تنويع المحافظ الاستثمارية

ويضاف الى الأخطاء السابقة التأرجح بين الخيارات ذات العوائد قصيرة الأجل مما قد يتسبب في فشل يصعب التعافي منه ولتفادي هذا الخطأ على

المستثمر ألا يشتت انتباهه بالعوائد السريعة والكبيرة قصيرة الأجل، ويركز على بناء ثروة على المدى الطويل.

ومن أكثر أخطاء الاستثمار شيوعًا كذلك ميل الناس للاستثمار بشكل غير متناسب في الأسواق المألوفة بالنسبة لهم مما يجعل المحفظة الاستثمارية مثقلة

بالأسهم في نطاق معرفة الأشخاص وبدون أسهم تقريباً في المجالات الأخرى ولتفادي هذا الخطأ على المستثمر تنويع المحفظة الاستثمارية في فئات

الأصول المختلفة وفي عدة دول.