هل نجحت في الحصول على وظيفة جديدة و تريد النجاح في العمل، والشعور أنك شخص يتقدم ويشهد في حياته العملية
نوعا من التطور الذي يقوده إلى النجاح الوظيفي، فهذا أمر لا يتطلب سوى تطبيق بعض القواعد والابتعاد عن أخرى
و تجنبها للوصول إلى المبتغى.
تحقيق النجاح في العمل الجديد يعتمد بشكلٍ أساسي على الشهور الثلاثة الأولى في الوظيفة الجديدة، حيث يستطيع
الموظف الجديد خلال هذه الفترة فهم آلية العمل وإقامة علاقات جيدة مع الزملاء والإدارة، والاندماج في بيئة العمل بشكلٍ
جيد، وهناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تحدث فرقاً كبيراً في تجربة الموظف الجديد وتساعده على تحقيق النجاح بسرعه
في عمله الجديد، نتعرف على أهم هذه المفاتيح في الفقرات التالية.
.
الأيام الأولى في العمل الجديد تعتبر الأهم، من الأفضل ألّا تكون خجولاً أو معزولاً بينما تعتاد على وضعك في الوظيفة
الجديدة، حاول أن تظهر حماسك وأن تبدأ من اليوم الأول بالعمل الجاد، وأن تظهر رغبتك بالتعاون مع الجميع وتحقيق
توقعات المؤسسة من الموظف الجديد، بل والتفوق عليها.
.
الوصول في الموعد المحدد يعتبر أول علامات التزام الموظف الجديد، كذلك الالتزام بوقت المغادر، وينصح بعض الخبراء
أن يصل الموظف الجديد قبل موعده، ويكون آخر من يغادر.
.
يجب عليك بعد بدء العمل أن تكون شخصا دقيق الملاحظة ، تحمل معك مذكرة تسجل فيها كل معلومة جديدة قد تفيدك
في العمل، ومراقبا لكل الأشياء المحيطة بك، وهذا لا يعني أن تكون شخصا فضوليا يتدخل فيما لا يعنيه، بل شخصا يهتم
بكل أمور عمله ووظيفته والأمور التي سيستفيد منها وستكون نقطة إيجابية لك في العمل، ولكي تصبح لديك معرفة
كبيرة بالعمل والمكان الذي تتواجد فيه.
.
في حال لم يكن هناك زيّ موحّد في عملك الجديد؛ عليك اختيار الثياب المناسبة لطبيعة العمل، والالتزام بألوان مناسبة
لطبيعة العمل الذي تقوم به، كما يجب أن تعتني بنظافتك الشخصية، لكن احذر من المبالغة باستخدام العطور التي قد
تكون مزعجة لبعض الموظفين.
.
حاول أن ترسم خريطة ذهنية لمكان العمل وكيف يمكن أن تتجول به وتصل إلى المكاتب التي ستتعامل معها، لا تكن
واضحاً بالتجوّل وكأنك مراقب أو مفتش، وحاول أن تعرف إن كان هناك أماكن محظورة أو لا يجب أن يتواجد بها الموظفون،
تعرف أيضاً إلى مكان الاستراحة، مكان التدخين …إلخ.
.
حتى إن كنت فوضوياً بطبيعتك حاول أن تتمرد على هذه الطبيعة في عملك الجديد، وتبدأ بتنظيم مكتبك بطريقة
جيدة والحفاظ على نظافة مكان العمل وترتيبه، كما يجب عليك أن تكون ملتزماً بالآداب العامة في مكان العمل مثل تجنب
الصوت المرتفع وتجنب الأكل أو التدخين في الأماكن غير المخصصة.
.
من بين العوامل المهمة التي تجعلك شخصا محبوبا وناجحا في العمل، هو التعامل مع الآخرين بلطف واحترام، وهو من
أسهل الأشياء التي يمكن تنفيذها داخل مؤسسة العمل، إذ لا يتطلب خبرة ولا مستوى تعليمي، وهذا لا يعني طبعا أن
تقوم بمهام الآخرين أو خدمتهم، فقط اكتفي بابتسامة خفيفة صادقة وتحية الصباح التي تشعر الآخرين باحترامك لهم
وتجبرهم على مبادلتك نفس الشعور ونفس التعامل .
.
ابدأ من اليوم الأول في العمل الجديد بوضع تصوّر لسير العمل، حاول أن تفهم تسلسل المهمات، وكيف يتفاعل عملك مع
عمل الآخرين، وما هي الخطوات التي يجب أن تسير عليها لأداء المهمات بشكل مثالي.
.
احتفظ بدفتر الملاحظات ودوّن كل معلومة تحصل عليه، دوّن أيضاً بعض الملاحظات الهامشية والأفكار، ولا تتردد بتدوين
أسماء الأشخاص ووظائفهم.
.
حتى لو كنت خبيراً في مجال عملك، الوظيفة الجديدة تعني أنك تلميذ في الأيام الأولى، تحتاج للتعلّم والإلمام بتفاصيل
العمل في هذا المكان تحديداً، لذلك حاول أن تستمع جيداً وأن تهتم بالمعلومات التي تحصل عليها بشكل مباشر أو عرضي.
.
ستحتاج بلا شك للمساعدة، لفهم التفاصيل الصغيرة والأمور المعقدة أو الغامضة التي تدور في مجال عملك الجديد، لذلك
عليك أن تكون جريئاً بطلب المساعدة، ويجب أن تعرف ممّن تطلب المساعدة ومتى.
.
العلاقات الشخصية في بيئة العمل عنصر أساسي في الرضا والاستقرار الوظيفي، لذلك يجب أن تمنح العلاقة مع الزملاء
والإدارة أهمية استثنائية لا تقل عن أهمية أداء العمل أو التميز في مجال العمل، وسنتحدث في الفقرات القادمة أكثر عن
مفاتيح بناء العلاقات الفرعية في العمل واتيكيت التعامل مع الزملاء والإدارة.
.
ضع هذا العامل أمام عينيك دائما، إذ يجب عليك منذ اللحظة الأولى التي تشرع فيها في ممارسة العمل داخل المؤسسة، أن
تكون دقيقا ومنتبها ويقظا بشكل كبير، و تتأكد دائما من تقديم العمل الجيد والسليم، حتى لا تجد نفسك مضطرا لإعادته
مرة أخرى، وتضيع المزيد من الوقت في تصحيح وإصلاح الأخطاء التي قد ترتكبها.
.