حين تتذكر ما مضى من مسيرتك المهنية، في أي المواقف تتمنى لو كنت أكثر جرأة وثقة بالنفس؟ عند التحدث لمن هم في العقد الخامس من العمر أو
أكثر، غالبا ما يقولون: إنهم لو حانت لهم الفرصة للرجوع بالزمن في حياتهم المهنية، لأقدموا على المزيد من المخاطرات وعبروا عن آرائهم بجرأة أكبر.
ولعلك تشعر بالشعور نفسه، فجميعنا نعلم ما نريد فعله غالبا، إلا أننا مع ذلك لا نفعله. لماذا؟ لأننا نخاف من الإقدام على المخاطرة، ونحبذ اتخاذ الخيار
الأسهل والأكثر راحة لنا.

وحين نقيم موقفا ما ونجد أن المخاطرة قد تجعلنا عرضة للتهديد أو الفشل، فإننا نميل لتجنب الموقف، ونخطئ في تقييم ما هو في صالحنا.

.

1. نحن نرجح احتمالية أن يحدث مكروه ما: يقول دانييل كانيمان- مؤلف كتاب (التفكير بسرعة وببطء): “إن خوف الإنسان من الفشل في موقف ما

يطغى على شوقه للانتصار. كما أن الفرد يركز على الجانب السلبي من الأمر ويهول من الخسائر المحتملة، وبهذا يخطئ في تقييم الموقف.

.

2. نحن نبالغ في تصوير عواقب الأمور: أي أننا نتخيل وقوع أسوأ سيناريو بدلا من أن نفترض أننا سننجح، كما نتخيل أيضا أننا سنفقد السيطرة على

الموقف بشكل درامي ومبالغ فيه. إن طبع الإنسان الغريب يمنعه من أن يثق بأنه قادر على النجاح، وعلى المضي قدما في حال فشل.

.

3. نحن نقلل من قيمة قدرتنا على تحمل عواقب الأمور: وهذه الفكرة تابعة لما سبق ذكره سابقا، وللأسف فالنساء هن أكثر من يقللن من قيمة قدراتهن

ويستسلمن للشك والخوف. وفي الكثير من الأحيان ندع قلة ثقتنا بأنفسنا تمنعنا من التطور والنمو، ونتجنب التحديات ونضيع الفرص على أنفسنا.

.

4. نحن نعتقد أن التخاذل وعدم التغيير ليس لهما أثر سلبي على حياتنا: يظن المرء أن رضاه بمستواه الحالي وخوفه من التغيير لن يؤثرا على حياته،

وأن ظروفه ستتحسن من تلقائها مع مرور الزمن، كما أنه يختلق أعذارا لتعلقه بالمعتاد والمريح. لكن في الحقيقة ستسوء ظروفك مع مرور الوقت بدلا

من أن تتحسن، وستظل المشكلات في حياتك دون حل، بل وستكبر أكثر فأكثر.

.

هذه الميول البشرية الـ4 معا، تفسر لماذا يجد الكثير من الناس الأذكياء أنفسهم محصورين بدائرة مغلقة تحد من قدراتهم، ويجدون أنفسهم غير راضين

عن حياتهم المهنية وعلاقاتهم. إذا كيف نميز المخاطرات التي تستحق أن نقدم عليها؟ ابدأ بطرح هذه الأسئلة على نفسك:

1. ماذا كنت سأفعل لو كنت أكثر جرأة؟

2. ماذا سيكلفني التخاذل عن الإقدام إلى هذه المخاطرة على المدى الطويل؟

3.  هل خوفي من الفشل يجعلني أهول من حجم المخاطرة وأقلل من قيمة قدراتي؟ ومتى يمكن أن يفيدني هذا الخوف في حياتي المهنية؟

.

مهما كانت الإجابات التي قد تتوصل إليها، فإنه ينبغي لك أن تنتبه إليها جيدا؛ إذ إنها سترشدك للخيار الصحيح الذي ستتخذه، حين تصبح أكثر جرأة

وشجاعة وحزما. تذكر دائما أنك في الحقيقة قادر على أكثر مما تتخيل. واخش الندم الذي ستشعر به لاحقا أكثر مما تخشى الفشل نفسه، وتذكر القول

اللاتيني: “الحظ يحالف الشجعان”.