من بين أهم الأسباب التي تدفعنا للعمل وتحمل مشاق الوظيفة هو الراتب الذي نتحصل عليه مع بداية كل شهر جديد، فالمال هو العنصر اللازم
لاستمرار حياتنا بشكل طبيعي، فبالمال تدفع فواتيرنا ونأكل ونشرب وننمي أنفسنا وننفق منه على علاجنا وهكذا، ولكن هل يكفي المال والراتب الكبير
لتبقى في وظيفة لا تحبها؟
الإجابة هي لا، وهي إجابة قاطعة لا بالنسبة لي فقط، بل بالنسبة لخبراء الأعمال والخبراء النفسيين على حد سواء، فالعمل في وظيفة لا تحبها من أجل
المال فقط خطوة لها تأثيرها الخطير على مستقبلك المهني، وله ذات الخطورة على صحتك النفسية، والأسباب نذكرها فيما يلي.
.
العديد من رجال الأعمال الناجحين اليوم يقولون أنهم كانوا على استعداد أن يبقوا في وظائفهم حتى لو كانت رواتبهم أقل من شركات أخرى، والسبب
الوحيد هو شغفهم بما يفعلونه وبالأدوار التي يؤدونها، فقد كانوا يستمتعون بكل ما يفعلونه خلال عملهم، ولا يشعرون أبداً أنهم مضطرون لفعله.
إذاً كلما زاد شغفك بأمر ما كلما كنت أفضل في أداءه، وبالتأكيد كلما تحصلت على رواتب ومبالغ أكبر في النهاية، مما يعني أن بقائك حالياً في وظيفة لا
تحمل لها شغفاً بداخلك فقط من أجل الراتب الكبير سيعني أنك لن تحصل في المستقبل على رواتب أكبر.
.
إن كنت محظوظاً بحبك لوظيفتك ومجالك، فلا تفكر في أن تقوم بتغيير هذا المجال وهذهالوظيفة من أجل حفنة زائدة من النقود. فهناك العديد من الشباب
الذين ارتكبوا هذا الخطأ في شبابهم ثم عادوا وندموا عليها بعدما تخطوا الأربعين. وهذه هي أضرار التفكير قصير المدى المنشغل بالمكاسب القريبة
ويهمل أنها تعني خسائر بعيدة.
.
السبب وراء اتجاه البعض للعمل في وظائف لا يحبونها، هو أنهم لا يعرفون جيداً ما يحبون بالفعل، وما يرغبون فيه. ومع الوقت تزداد الهوة بينك وبين
حقيقتك وبين معرفتك بذاتك، لذا عليك أن تبحث عن نفسك الحقيقية جيداً وعليك أن تدرك أنك بالتأكيد تحب شئ ما وعليك أن تبحث عن هذا الشئ.