نواصل سلسلة مقالات إدارة الأزمات والتي نحاول فيها فهم الأزمات التي تواجه الشركات باختلاف أحجامها وتناول النظريات والاساليب المتبعة
للسيطرة عليها واخماد حريقها والوصول بالمؤسسات إلى بر الأمان بعيدا عن خطر انهيار العلامة التجارية أو افلاسها.
في هذا المقال سنتطرق إلى 7 خطوات بعدها تقودك مباشرة إلى إدارة الأزمات بنجاح، وهذا المقال مبسط للمبتدئين قبل أن ندخل في
مقالات معمقة أكثر.
.
من أجل بناء خطة واقعية منطقية عليك أن تضع هدفا واقعيا، ونقصد أنه عليك أن لا تقول أنه بوضعك للخطة ستنتهي الأزمة في اليوم الموالي أو
أنك ستحصل على نتائج ايجابية في الشهر القادم.
كلما كانت الأزمة كبيرة، عليك أن تتيقن بأن القضاء عليها سيأخذ وقتا، ولا يوجد في عالم الأعمال نتائج فورية فكما النمو والصعود والوصول إلى القمة
بحاجة إلى سنوات من العمل، التعافي من الأزمة بحاجة إلى وقت طويل أيضا، خصوصا إذا كانت طويلة ووصلت إلى مراحل متقدمة، لكن بالنسبة لأزمة
حديثة الولادة يمكنك القضاء عليها في خلال أسابيع إلى بضعة أشهر يكون الهدف فيها هو ايقاف نموها وكبح جماحها.
بناء على هذه الواقعية ومنطقية الكلام السابق يمكنك ببساطة تحديد هدفك، وهو القضاء على الأزمة بالتدريج وبناء على البيانات التي لديك يمكنك تقدير
وقت التعافي لكن بالطبع لن يكون دقيقا، نظرا للتغيرات المفاجئة في السوق والتي تؤثر على العرض والطلب خصوصا إذا كانت الأزمة تتعلق بالمبيعات.
.
بطبيعة الحال ستنتقل إلى وضع خطة أو رسم خارطة طريق تمكن مؤسستك من التعافي، بالنسبة للشركات الناشئة هذه الخطة يضعها المؤسس وشركائه
أو بمشاركة فريق العمل إذا كان عددهم قليل ويمكن لكل شخص أن يشارك بأفكاره بناء على طبيعة الأزمة التي تواجهها المؤسسة والبيانات المتاحة.
ويتوجب أن تتضمن الخطة خطوات واجراءات واضحة وفعالة للتعافي، مثل تقليل المصاريف واغلاق بعض الخدمات التي تسبب الخسائر ولا تعود
بالربحية، وتخصيص ميزانية أكبر لتسويق بعض الخدمات التي تحقق الأرباح وتحتاج إلى المزيد من الانتشار، وهناك العديد من الاجراءات الأخرى.
.
وسائل الإعلام بطبيعة الحال ستتحدث عن أزمة شركتك وعملائك سيعلمون بذلك، والشركة بحاجة إلى طمأنة الجميع خصوصا إذا كانت الشركة مسجلة
في البورصة، على المستثمرين أن يحصلوا على تفاصيل الإجراءات المتبعة وعناوين عريضة عن الاجراءات القادمة وكيف ستكون مفيدة.
وكي تصل الرسائل إلى الجميع عليك تعيين متحدث باسم الشركة سواء المؤسس أو الرئيس التنفيذي أو متخصص في المؤسسة، وستكون مهمته في هذه
الفترة الحديث لوسائل الإعلام وعقد لقاءات صحفية لتفسير ماذا يحدث؟
.
ليس هناك أسوأ من ان تكون عصبيا في وقت الأزمات، فهذا يدفعك لاتهام الآخرين بافتعالها والتفكير في نظرية المؤامرة وما إلى غير ذلك من الأفكار
التي تدمر علاقاتك مع الموظفين في الشركة والعاملين معك، وتجعلك تصدر قرارات متسرعة.
عليك أن تكون هادئا وتدرك جيدا أن الأزمة جزء لا يتجزأ من هذه الحياة وأيضا عالم الأعمال، وبالتالي عليك أن تتوقف عن اتهام الآخرين وتحاول
الانفتاح على كافة الأفكار والمقترحات وسماع انتقادات المستثمرين، فما يدفعهم لذلك هو أنهم يرغبون في أن تكون الشركة بخير بما يضمن لهم
أرباحا متواصلة.
.
من الجيد أن يعلم كل العاملين في الشركة أن المؤسسة تواجه أزمة وان يعلموا بحقيقتها وبطبيعتها، هذا سيجعلهم يتحملون المسؤولية ويشتغلون بشكل
جدي خوفا من فقدان وظائفهم والوصول إلى المرحلة التي تستدعي شطب الوظائف أو انهيار المؤسسة.
أيضا من الجيد أن يعلموا بأي تقدم تحرزه مؤسستك في هذه المسيرة المهمة، وهل تسوء الأمر اكثر أم ان هناك تعافي حقيقي؟
.
لا يتوجب فقط وضع خطة وانتظار النتائج، عليك العمل على تطبيق الخطة والاجراءات المحددة للوصول إلى النتائج المرغوبة.
لذا التطبيق مهم والتطبيق المستمر واجب لأنه يمكنك تطبيق الخطة ليوم أو يومين ومن بعد التوقف عن ذلك وهو ما لا يساعدك.
وكما أشرنا سابقا لا تنتظر نتائج سريعة.
.
الخطة قابلة دائما للتعديل ولنفترض مثلا ان شركتك قررت زيادة الاستثمار في مجال تؤكد الدراسات أن الاقبال سيكون كبيرا عليه خلال الأشهر
والسنوات القليلة القادمة، لكن لظهور بديل أو ابتكار جديد أو ربما مجال بديل عليك أن تعدل على الخطة بتقسيم الاستثمار على المجالين وزيادة
الاستثمارات على المجال الذي يعود بالأرباح على الشركة ويثبت أنه المستقبل مع تقليل الاستثمارات بشكل تدريجي في نفس الوقت على المجال الآخر.
هذا مجرد مثال للتعديل على الخطة المرسومة من أجل انقاذ الشركة من الأزمة والعودة بها إلى بر الآمان.
.
هذه ببساطة هي الخطوات التي تساعدك على ادارة الأزمة التي تعاني منها مؤسستك أو شركتك بغض النظر عن حجمها وتخصصها ومجال عملها.
1 Comment
[…] فريق إدارة الأزمات بالأدوات و المهارات اللازمة عبر دورات تأهيلية للتعامل […]