كيف تختار مشروع تجاري ناجح؟ لاشك أن امتلاك مشروع خاص يعد أحد طموحاتك الكبيرة في هذه الحياة، ولا شكّ أيضا أن الكثير من الأفكار تجول

في رأسك ولا تعرف أي الأفكار ستكون أنجح من غيرها؟ ومع كل فكرة عابرة ، تتولد في ذهنك عشرات الأسئلة و الاستفسارات لدرجة قد تختلط عليك

الأمور وتشعر بالحيرة والارتباك وربما الاحباط..! وهذا ما لا ترغب به بالفعل.

كيف تختار مشروع تجاري ناجح

يكمن نجاح أي مشروع في مدى قدرته على استغلاله للأفكار والفُرص الاستثمارية المُتاحة في الأسواق، وترجمتها إلى سلع وخدمات تُشبِع

احتياجات ورغبات المستهلكين، وتحقق في نفس الوقت العائد المُرضي لصاحبه.

عند البحث عن فرص وأفكار لمشروعك الصغير، هناك العديد من المعايير التي تساعدك على تحديد الفرص المتاحة لبدء مشروع تجاري ناجح،

والتى سيلي شرحها تباعا :

.

1. هل تحل فكرتك مشكلة

الواقع يقول أن معظم المشاريع الناجحة تحل مشكلة موجودة بالفعل، فنجاح منتج أو خدمة ما يعتمد على حاجة المستهلك لهذه الخدمة

او هذا المنتج بالذات.

إدراكك للاحتياج الموجود في السوق ولمس المشكلة التي يعاني منها المجتمع، أول عنصر مطلوب لخلق فكرة ناجحة، لذا لا بد أن تعرف ما يحتاجه

السوق، ومن الذي تحل مشكلته بفكرة مشروعك، وبالتالي سيكون بحاجة لمنتجك أو خدمتك التي تقدمها.

قد يهمُّك : مشاكل اليوم.. مشاريع مربحة غدًا

.

2. تُشبِع حاجة أو تخلقها في السوق

الواقع أن مجرد إنتاج منتج معين أو خدمة معينة لا يعني بالضرورة إقبال المستهلك عليها، بل يجب أن يرتبط هذا المنتج أو هذه الخدمة بتحقيق رغبة

او اشباع حاجة معينة للمستهلك، وإلا فإن المشروع سيفقد أهم أسباب نجاحه.

القاعده هنا تقول: أوجِد حاجة موجودة بالفعل ثم فكر كيف تشبعها. لا تبالغ بإيجاد فكرة غير عادية يصعب تقبلها بسهولة إلا إذا أردت أن يضيع المال

والجهد في التسويق والترويج. فالمشاريع الصغيرة لا تتحمل طول الوقت و لا تمتلك عادة ما يكفي من الموارد المالية للصمود. فالشركات العملاقة فقط

هي التي تستطيع تحمل تكاليف التسويق و الترويج عن منتج غير مألوف وخلق طلب عليه.

.

3. مدى المنافسة

المنافسة موجوده دائما! كيف تختار مشروع وتشرع في تنفيذه دون دراسة حجم المنافسة، التي ضرورية لإثبات جدوى فكرتك.

وجود منافسة كبيرة يعني أن المنتج عليه طلب وإقبال، وهناك حاجة إليه فى السوق. بينما عدم وجود أية منافسة ولو بسيطة فمعناه أن الفكرة يجب

الغاؤها والبحث عن غيرها ، إلاّ إذا كنت ترى أن فكرتك فريدة من نوعها ولا يوجد لها مثيل فى السوق. ومع ذلك انتبه! فدرجة المخاطرة في هذه الحالة

شديدة و يجب دراسة الفكرة جيدا.

أيضا وجود منافسة محدودة جدا قد يعني أن هناك نوع ما من الاحتكار يصعب عليك مواجهة حِيتانِه ، أو أن الإقبال على ما تفكر فيه ضعيف.

.

4. احتمالات النمو

لا يكفي ضمان تجاوب السوق لفكرة المنتج أو الخدمة التي تسعى لتقديمها من خلال مشروعك. فكل مشروع مدة حياته قد تطول أو تقصر،

فهو معرض للتقادم عندما تتجاوزه التقنية، أو عندما يملُّ المستهلك منه لاعتبارات كثيرة في مقدمتها تغيير الطراز أو الأذواق أو الموضة.

من غير شك أن كل مشروع يمتلك فرص نمو كبيرة، فإنه سيصمد لأطول فترة ممكنة مع استمرارية الربح والعائد من ورائه.

ومن بين الأمور التي يمكن أن تقيس بها احتمالات نمو مشروعك، أن تحدد إذا كان ما تنتجه مطلوب فى المنطقة التى تعيش فيها فقط أم مطلوب

فى مدينتك أيضا ام على مستوى البلد كله؟ هل هناك منافسة يمكن ان تضعف فرص نموك وتوسعك؟

.

5. مدى تكرار البيع

حاجة المستهلك المستمرة لما يقدمه مشروعك مؤشر جيد على نجاحه. لأن هذا يعني أن المستهلك سيشتري منك مرات عديدة لحاجته أو رغبته

المستمرة في المنتج او الخدمة التي تقدمها.

بعد أن يتعرف الناس على ما يقدمه مشروعك، ويُقبِل على شرائه في المرّة الأولى، فإن استمرارهم فى الشراء يعني الزيادة في حجم المبيعات

والتدفقات المالية، وبالتالي تحقيق هامش ربح أعلى.

.

6. مدى إمكانية التطوُّر

تتغير الأسواق بسرعة وقد يقِلُّ الطلب على منتج ما نتيجة لتغيُّر في أذواق أو حاجات المستهلك، أو نتيجة لدخول المنافسين فى السوق بشكل تدريجي.

في هذه الحالة يجب أن يتميز مشروعك بقابلية تطوير في المنتج وإدخال تحسينات عليه لمواجهة المنافسة.

يجب ان يكون مشروعك قابل للتطوُّر أو التعديل لتحافظ على حصتك فى السوق.

.

7. القدرات الشخصية

بعد الانتهاء من تقييم الافكار والتأكد من مدى قدرتها على النجاح، وإذا كنت تسعى لتطبيق فكرة ما فإنه يجب ان تكون على خبرة بالمجال

وكذلك تتوافر لديك المهارة والخبرات العملية التي تمكنك من بدء مشروعك والنجاح فيه.

كيف تختار مشروع لمجرد أنه يبدو ناجح مع آخرين دون أن تكون لك خبرة ولو في حدها الأدنى بمجال المشروع! يجب أن تعلم أن من الاسباب

الشائعة في فشل المشاريع الصغيرة، أن يختار المرء مشروعه في مجال يجهله حتى لو كان هذا المجال قادر على تحقيق الكثير من الارباح.

وأخير بعد الانتهاء من تقييم افكارك وفقا لهذه المعايير، سيصل بك الحال في الغالب إلى اختيار بضع أفكار، قد تكون فيها فرص تستحق أن تستثمر فيها

وقتك ومالك. لكن من الأفضل تصفية هذه الأفكار حتى تتوصل إلى أفضل فكرة أو فكرتين ، بعد ذلك يجب عليك إجراء دراسة جدوى للتأكد من مدى نفع

وعائد هذه الفكرة أو الفكرتين. فلكل مشروع درجة مخاطرته وربحيته و طريقته في التنفيذ.

.

نصيحة 1: لا تتعلّق بفكرة ما لمجرد انك أُعجِبْت بها بصفة شخصية وتشرع في تنفيذها، فقد تكون احتمالات تقبلها فى السوق ضعيفة جدا

وقد يتسبب لك الأمر في خسارة قد لا تتحملها.

.

نصيحة 2: بعد تقييم فكرتك وفق المعايير أعلاه ، ضع في الاعتبار أن دراسات الجدوى تعد الأساس الذي يحدد نجاح أي مشروع من عدمه.