تعد رواية القصص شكلًا من أشكال الفن القديم، وطريقة للتعبير البشري، نظرًا إلى أن القصة ضرورية للعديد

من الأشكال الفنية، ومن أساسيات سرد القصص خلق نوع من التفاعل ثنائي الاتجاه بين الراوي ومستمع

واحد أو أكثر.

وفي عالمنا اليوم لا تتوقف قدرة رواة القصص فقط على إلهامنا وتحفيزنا، بل يستطيعون تحقيق تأثير

بالغ الأهمية له وقع إيجابي على عقولنا، وإرشادنا لتحقيق مزيد من النجاح في عالم ريادة الأعمال.

فيما يلي نصائح من القادة أثرياء العالم الذين ألهموا الآلاف، بفضل براعتهم في رواية القصص :

.

ريتشارد برانسون

“ليس هناك ما يمكنك القيام به في حياتك وعملك أهم من اتباع شغفك – بطريقة تخدم العالم وتخدمك”.

الملياردير العصامي ريتشارد برانسون هو محاور جيد يمتلك القدرة على التواصل بشكل كبير، وهو في

عمر 70 عامًا، وتبلغ ثروته 5.6 مليار دولار، ويرجع الفضل في ذلك إلى مجموعة الأعمال التي تحمل اسم

العلامة التجارية (Virgin)، بما في ذلك شركات (Virgin Atlantic) و(Virgin Galactic).

يحب برانسون أن يجمع فريقه حول النار لتبادل القصص. يقول عن ذلك: “رواية القصص هي أفضل طريقة

لدينا للتوصل إلى أفكار جديدة”. ويعتقد برانسون أن القدرة على بيع الأفكار في شكل قصة أمر بالغ الأهمية

لنجاح الحياة المهنية والأعمال.

يعاني برانسون من الإصابة بعُسر القراءة، ويشتبه في تشخيصه باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلا أنه

تغلب على هذه الصعوبات، حاليًا نصائحه لأولئك الذين يعانون من نفس الاضطرابات العصبية التي مر بها وهو

طفل، مؤكدًا أن الاختبارات لا تقيس مهارات مثل التفكير والاستكشاف والتواصل والتأثير الإيجابي، وهي مهارات

أساسية يحتاج إليها العالم.

في مذكراته يوصي رائد الأعمال بالمراجعة الذاتية لدوافع دخولك عالم ريادة الأعمال، ويتذكر مؤسس مجموعة

(Virgin) الحكمة التي شاركها معه مرشده السير فريدي ليكر: “استغل نفسك، واسخر من نفسك، وإلا لن تنجو”،

ويؤيد صانع المقالب الفخور بشدة أعمال اللهو غير المؤذي في مكان العمل لتعزيز العلاقات ورفع الروح

المعنوية في أوقات التوتر، ويشتهر برانسون بجذبه انتباه وسائل الإعلام مع تحطيمه الأرقام القياسية العالمية،

وصولًا إلى تنفيذ المقالب، إلا أنه يرى أن معرفتك بعلامتك التجارية والقيام بالأشياء بطريقتك الخاصة،

يمكن أيضًا أن تجذب النوع المناسب من الدعاية المجانية.

.

أوبرا وينفري

“اترك الماضي. فإن كنت فعلاً تريد التحليق عاليًا، استغل قدراتك في ما تحب وقدِّره. ثق بحدسك

وحتمًا ستنجح”.

بعد رفضها من قبل “إي بي سي”، تركت أوبرا وينفري المليارديرة العصامية عملها في دبليو إل إس وأنشأت

شبكة Harpo Productions، وبدأت العمل على برنامج محلي جديد.

أطلقت وينفري شبكة OWN في عام 2011 كشراكة مناصفة مع شركة Discovery، قبل أن تبيع

حصة 20.5% إلى شركة Discovery العام الماضي، اليوم تقف أوبرا وينفري وحدها. لقد استضافت برنامج

المقابلات الأعلى تقييمًا على الإطلاق، وأطلقت شبكتها التليفزيونية الخاصة، وأصبحت مليارديرة بصافي ثروة

يقدر حسب فوربس بـ2.7 مليار دولار. كما تعتبر الأقوى تأثيرًا من خلال قدرتها على مساعدة الناس وحثهم على

مشاركة تجاربهم وروايتها للقصص الملهمة.

من بين أحد أسباب نجاح برنامج وينفري لمدة 25 عامًا كان قدرتها على التواصل العاطفي مع الجماهير، فهي

دائمًا تقول: “من الممكن أن تحصل على كل شيء، لكن من المستحيل الحصول على كل شيء دفعة واحدة”.

واستطاعت أن تحول برنامجها إلى إمبراطورية إعلامية وتجارية.

.

إيلون ماسك

“أحد الأشياء الصعبة حقًا هو معرفة الأسئلة التي يجب طرحها. بمجرد تحديد السؤال، تصبح الإجابة

سهلة نسبيًا”.

درس إيلون ماسك الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة

الأميركية، وفي حين تم قبوله في برنامج للدراسات العليا في جامعة ستانفورد، فضل إطلاق أول أعماله وهو

شركة البرمجيات Zip2.

انضم ماسك للمرة الأولى إلى قائمة فوربس للمليارديرات في عام 2012، تبلغ ثروته اليوم حسب تقديرات

فوربس 160.3 مليار دولار.

وتعتبر القراءة من نصائح ماسك الذهبية للتغلب على الصعوبات وتحقيق النجاح، فهو يرى أن التعلم عملية

مستمرة مدى الحياة، قائلًا: “أنت لا تعرف ما لا تعرفه. ستدرك أن هناك كل هذه الأشياء”، معترفًا بأنه قرأ

موسوعة بريتانيكا بأكملها وهو ما زال طفلًا.

ألهم ماسك الملايين من الناس لتبني المنطق والعلم، ومعالجة أكبر المشكلات التي يواجهها العالم اليوم،

بفضل ذكائه وتغريداته الغريبة جعل من نفسه راويًا رائعًا، فهو يؤمن أن أفضل وقت لبدء العمل في مجال

ريادة الأعمال هو في عمر الشباب.

مهارته في روية القصص ظهرت بشكل كبير خلال مونولوجه الافتتاحي في أثناء استضافته في برنامج ساترداي

نايت لايف الأميركي “SNL” مؤخرًا، حيث أعلن أنه مصاب بمتلازمة أسبرجر. وقام بعد صعوده إلى مسرح

البرنامج الكوميدي بالحديث للسخرية من سمعته حول حب العظمة، واستخدامه لمنصة تويتر، واهتمامه

بالعملة المشفرة “المزحة” التي ارتفعت قيمتها بعد أن بدأ في الدفاع عنها.

رغم إصابته بمتلازمة أسبرجر، يعمل لنحو 100 ساعة في الأسبوع، كما يؤمن بأن خلق قيمة حقيقية من خلال

العمل هو ركيزة أساسية للنجاح إلى جانب الابتكار، ويوصي ماسك بعدم اتباع ما هو رائج، لأن أنجح الشركات

تلك التي تركز على الابتكارات الجديدة، ويؤكد على ضرورة “السير وراء الأحلام”.

.

بريان تشيسكي

“أنشئ شيئًا يحبه 100 شخص، وليس شيئًا يحبه مليون شخص”.

شارك الملياردير الأميركي بريان تشيسكي في تأسيس شركة تأجير المنازل Airbnb مع ناثان بليتشاركزيك

وجو جيبيا في عام 2008؛ وهو الآن الرئيس التنفيذي. تبلغ ثروته حسب تقديرات فوربس 11 مليار دولار.

التحق تشيسكي، وهو لاعب كمال أجسام سابق، بمدرسة رود آيلاند للتصميم، وقد لعبت قيادة كل من Airbnb

وبراين تشيسكي، الرئيس التنفيذي للشركة، ورئيس المجتمع، دورًا محوريًا في تطور الرواية في عصر وسائل

التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العملاء الآن جزءًا من القصة وتمكنهم إعادة كتابتها ومشاركتها بطريقة تعزز

من شهرة المنتج.

عندما ضرب الوباء، اضطرت Airbnb إلى إعادة التفكير في إطلاق الشركة في سوق الأسهم وجمع ملياري

دولار من المستثمرين، قال حينها تشيسكي لصحيفة التايمز: “لقد كبرنا بسرعة كبيرة، وارتكبنا أخطاء”.

“لقد انجرفنا. نحتاج حقًا إلى التفكير في تأثيرنا في المدن والمجتمعات. إعادة تعيين لكل شيء وكل شخص”.